هل يقف ترامب أمام إقرار رزمة الإنعاش الاقتصادي وكيف سيؤثر ذلك على أسعار صرف الدولار؟

هل يقف ترامب أمام إقرار رزمة الإنعاش الاقتصادي وكيف سيؤثر ذلك على أسعار صرف الدولار؟

تحسنت اسعار صرف الدولار الامريكي امام العملات واغلق نهاية الاسبوع عند 1.2185 دولارا لليورو، و0.8909  فرنك سويسري ، و103.65 ينا، فيما تراجع امام الاسترليني واغلق عند 1.3560 دولار للجنيه بعد الاعلان عن التوصل لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وبذلك يبقى تركيز الاسواق على رزمة التحفيز الاقتصادي التي اقرها الكونجرس الامريكي ورفض الرئيس الامريكي التوقيع عليها كقانون، طالبا تعديلات يرجح المحللون عدم موافقة مجلس الشيوخ عليها حتى لو قبلها الديمقراطيون بانتظار نتائج انتخابات الاعادة لمرشحي مجلس الشيوخ  يوم 5/1 واكتمال تشكيل مجلس الشيوخ ذو الاغلبية الجمهورية حاليا. التفاؤل بإقرار رزمة الانعاش ساعد في استقرار مؤشرات الاسهم حيث تأرجحت في نطاق ضيق خلال الاسبوع نتيجة تراجع مستويات السيولة وانشغال المتداولون في الاعياد . الا ان الاسواق ستفتح بداية الاسبوع القادم على وقع تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب بايدن المتشائمة والذي صرح فيها بان السيء فيما يخص COVID-19 ما زال امامنا وان هناك الكثير من المخاطر المتعلقة بالوباء لحين استكمال عمليات التطعيم التي تحتاج الى الوقت بالإضافة الى غموض نتائج انتخابات الاعادة لمجلس الشيوخ وتتبع الاسواق لتداعيات انتشار السلالة الجديدة من كورونا في اوروبا مما قد يرفع مستوى المخاطر ويساعد في تحسن الطلب على الدولار كملاذ. صندوق النقد الدولي من جهته صرح ان نسبة الدولار الامريكي في احتياطيات العالم تراجعت من 61.5% بداية العام الى 60.4 % نهاية نوفمبر الماضي  اي  بنسبة 1.1% منذ بداية العام  فيما تراجع مؤشر سعر صرف الدولار الامريكي امام سلة العملات بنسبة 6.4%. المحللون يرجحون استمرار ضعف الدولار،  الا ان مخاطر انتشار السلالة الجديدة  من كورونا ما زالت قائمة بالإضافة الى مخاطر ما قد يتخذه الرئيس ترامب من قرارات مما قد يعيد الطلب على الدولار كملاذ امن،  لذلك يرى المحللون ان الدولار قد يتراجع الا انه لا يمكن ان يتراجع بنسب كبيرة ولا يمكن ان ينهار رغم الضغوط الحالية لانخفاضه.

وباستثناء انباء التوصل الى اتفاق بريكست لم تأت المؤشرات الاقتصادية خلال الاسبوع الماضي بجديد فالمركزي الصيني ابقى على سعر الفائدة دون تغيير عند 3.85% كما تحسنت ثقة المستهلكين في الاقتصاد الاوروبي لشهر كانون الاول وجاءت عند -13.9 نقطة بعد ان كان متوقعا ان تتراجع عند -16.8. وكذلك جاء مؤشر ثقة المستهلك الالماني في مستوى افضل من التوقعات عند -7.3. الناتج المحلي الامريكي للربع الثالث نما بمعدل 33.4% على اساس سنوي بعد ان كان 33.1% في  القراءة السابقة. ومؤشر طلبات السلع المعمرة الامريكي لشهر نوفمبر ارتفع بنسبة 0.9%  .فيما تراجع الدخل الشخصي في امريكا بنسبة 1.1% لشهر نوفمبر وتراجع المصروف الشخصي بنسبة 0.4% وجاءت طلبات اعانات البطالة للأسبوع المنتهي بتاريخ 18/12/2020 عند 818  الف طلب . واخيرا جاء مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلك الامريكي  لشهر كانون الاول  عند  80.7 بعد  ان كان متوقعا ان يسجل 81.3 .

 الاسبوع الاخير من عام 2020 سيبدأ متفائلا باتفاق البريكست ومتشائما بتصريحات بايدن بخصوص COVID-19  ,ويكاد يخلو من المؤشرات الاقتصادية الهامة فيوم الاربعاء سيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة الالماني  لشهر نوفمبر حيث من المتوقع تراجعا بنسبة 2.5% على اساس شهري نتيجة الاغلاقات يليه مؤشر مدراء المشتريات لشهر كانون الاول في شيكاغو ويختتم اليوم بتصويت البرلماني البريطاني على اتفاقية الخروج من الاتحاد الاوروبي التي تم التوصل اليها. وتنهي المؤشرات بمؤشر طلبات اعانات البطالة الامريكية يوم الخميس.

التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

الدولار الامريكي

   ارتفع مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY)  قليلا واغلق عند مستوى 90.33  بعد ان ارتفع و اختبر 91.03  بداية الاسبوع وتراجع منها .المؤشرات الفنية سلبية الى محايدة في المدى القصير وترجح تراجعا لاختبار مستويات الدعم في نطاق 89.72 و 90.20 الا ان اختبار مستوى الدعم القوي والمستهدف عند 89.25 يبقى ممكنا في المدى القصير قبل ان يتلاشى زخم وتيرة الانخفاض ، وتبدا عملية تذبذب لبناء قاعدة ارتفاع ، وتحسن في مؤشر سعر صرف الدولار بعد ذلك. المقاومة في نطاق 90.30-90.50 تحول دون الارتفاع لإعادة اختبار 91.00 واختبار نطاق المقاومة  القوي والضاغط في نطاق 91.75-92.25 والذي سيقف امام اي محاولة ارتفاع للدولار حاليا. لذا يبقى مرجحا استمرار التداول في نطاق 89.70-90.70 مع استمرار التراجع البطيء لاختبار قاعدة الدعم عند 89.25 قبل الاستقرار ومحاولة الارتفاع لاحقا.

 مستويات الدعم 90.00  _  89.73  _89.25      المقاومة:   90.45  – 90.75 – 91.75

 اليورو الاوروبي :

  اغلق اليورو اغلاقا اسبوعيا ايجابيا من الناحية الفنية رغم تراجعه لمستوى 1.2185 دولار لليورو  بعد عمليات جنى ارباح تبعت الاعلان عن التوصل لاتفاق البريكست وحيث كان السعر قد تذبذب حول مستوى 1.22 طوال الاسبوع . المؤشرات الفنية في كافة الاطر الزمنية ايجابية وتدعم ارتفاع لليورو لاختبار مستويات المقاومة عند 1.2315 وتجوزها مما سيدعم زخم وتيرة الارتفاع هذه حيث تستهدف ارتفاعا لاختبار 1.2550 في المدى المتوسط اي خلال ثلاثة الى خمسة اسابيع قبل ان تفقد زخمها. الا ان مخاطر ارتفاع وتيرة انتشار كورونا واحتمالات الاغلاق الاقتصادي تعيق ذلك وتحد من قدرة السعر على اختراق مستويات المقاومة عند 1.2250 و 1.2315 حاليا. الدعم ما زال قويا في نطاق 1.2130-1.2150 وما زال يحول دون الانخفاض لاختبار مستوى 1.2078 الذي يفصل بين وتيرة الارتفاع وتسارع زخم التراجع في السعر لإعادة اختبار 1.1960 كقاعدة لهذا الارتفاع. لذا يبقى من المرجح استمرار الاداء الايجابي لليورو خلال الاسبوع القادم واستمرار التداول في نطاق 1.2075 و 1.2315 بانتظار تحسن زخم وتيرة الارتفاع لاختبار المستهدف عند 1.2550 لاحقا.

نقاط الدعم : 1.2150 -1.2070  -1.1965   المقاومة :   1.2277  -1.2315  – 1.2415

  الشيكل الاسرائيلي:

  استمر هبوط سعر صرف الدولار الامريكي واغلق الاسبوع  عند 3.2170  شيكل/دولار في ادنى اغلاق منذ 24 عاما. المحللون يتوقعون هدوء واستقرار في سعر صرف الشيكل خاصة بعد ارتفاع وتيرة انتشار كورونا وظهور سلالة جديدة في اسرائيل واعلان اسرائيل عن الاغلاق الاقتصادي الثالث ابتداء من مساء اليوم الاحد ولمدة اسبوعين قابلة للتجديد اذا لم ينخفض عدد الاصابات دون الالف اصابة يوميا ، فيما بدأت اسرائيل بإجراءات تطعيم متسارعة حسب اولويات الفئات الاكثر تعرضا للإصابة. محافظ المركزي الاسرائيلي اوضح (ان الشيكل يرتفع لأسباب منها الجيدة وان  البنك المركزي الاسرائيلي مستمر في تدخله لضبط ايقاع هبوط الدولار ضمن النطاق المستهدف لسعر الصرف وعلى المصدرين التأقلم مع هذه البيئة). المحللون ورغم عدم حساسية الشيكل للتطورات السياسية يرون ان انهيار التحالف الحكومي واحتمال الذهاب لانتخابات غير واضحة النتائج مما سيؤثر على الخطط الاقتصادية للدولة وقد يؤثر على التقييم الائتماني لإسرائيل في ظل تجاوز الدين العام نسبة 73% من الناتج المحلي. المؤشرات الفنية في المدى المتوسط ايجابية وتقترب من مستويات اشباع البيع وتوحي بضرورة تصحيح السعر لإعادة اختبار 3.24 و 3.2650 والاستقرار فوقها خاصة وان منطقة المقاومة الفعلية في حال ارتفاع السعر ما زالت عند 3.3050 .الا ان المؤشرات في المدى القصير  ما زالت سلبية وتوحي باحتمال اختبار نافذة الدعم القوية في نطاق 3.1850-3.2000 قبل انتهاء دورة انخفاض الدولار ومعاودة الارتفاع خاصة وان الطلب على الشيكل يزداد نهاية كل شهر. قوة الشيكل حاليا مرتبطة بشكل كبير بأداء مؤشرات الاسهم العالمية وخاصة مؤشر ناسداك الامريكي نتيجة الطلب على الشيكل للتحوط لذا يتوقع المحللون ان اي تراجع لهذا المؤشر سيرافقه تراجعا لقوة الشيكل لان ذلك سيؤدي الى توقف عمليات الطلب على الشيكل بهدف التحوط .لذا يعتبر تراجع مؤشرات الاسهم الامريكية هو المحرك الاقوى للجم قوة الشيكل وتراجع زخمها.

الدعم : 3.21000 - 3.2000 - 3.1850  المقاومة  : 3.2450  – 3.2650  – 3.3050

الذهب والنفط :

   تراجعت اسعار الذهب خلال الاسبوع واغلقت عند 1879.5 دولارا  للأونصة بعد ان ارتفع الذهب بداية الاسبوع  واختبر المقاومة عند مستوى 1905 دولار وتراجع منها لإعادة اختبار الدعم عند 1850 دولار ، الذهب لم يتأثر بتوصل أوروبا وبريطانيا الى اتفاق البريكست ولم يتراجع رغم عدم اعتماد الرئيس الامريكي لرزمة الانعاش التي اقرها الكونجرس وذلك بسبب تراجع السيولة وانشغال الاسواق بالعطل وبانتظار انتخابات الاعادة لمرشحي مجلس الشيوخ في جورجيا. المؤشرات الفنية ايجابية وتوحي بتماسك الذهب فوق الدعم في نطاق 1850دولار واستمرار التحسن في وتيرة الارتفاع لتجاوز المقاومة عند 1905 دولار لإعادة اختبار 1935 و استهداف 1970 قبل تلاشي زخم الارتفاع والتراجع .المحللون يرون ان هناك ما يكفي من اسباب لاحتفاظ الذهب بقوته حاليا الا ان تراجعا للذهب دون مستوى 1800 دولار سيفقد الذهب لزخم وتيرة ارتفاعه وقد يغير الاتجاه ويبقى الذهب ضعيفا لحين تغير بيئة المخاطر. لذا يبقى من المرجح  التداول في نطاق 1830-1930  واستمرار وتيرة الارتفاع حاليا.

   كما تراجعت اسعار مزيج برنت القياسي واغلق عند مستوى 51.56 دولار للبرميل كنتيجة للتفائل بإقرار رزمة انعاش اقتصادي وبداية عملية التطعيم في العديد من الدول. المحللون متفائلون بحدوث تعافي اقتصادي يرافق التوسع في التطعيم يرافقة ارتفاع في الطلب على النفط مما سيساعد في تحسن الاسعار والعودة بها الى مستويات ما قبل الجائحة .الا ان هذا التحسن سيبقى تحت رحمة قوى العرض التي ستنتهز فرصة الارتفاع هذه للتخلي عن سقف الانتاج وزيادة المعروض لتعويض لعجز في ميزانياتها. لذا من المتوقع ان يستقر سعر مزيج برنت في نطاق 48-53 لحين عقد اجتماع اوبك + القادم.

 

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد