هل فقد الدولار هيبته كعملة ملاذ آمن؟

هل فقد الدولار هيبته كعملة ملاذ آمن؟

ارتفع الدولار يوم الجمعة امام العملات بعد ان سجل انخفاضا كبيرا لم يشهده منذ عامين امام معظم العملات العالمية خلال الاسبوع الماضي، حيث اغلق الجمعة عند 1.1770 امام اليورو بعد ان ارتفع اليورو الى مستوى 1.1908 واغلق عند 1.3075 دولار للإسترليني، بعد تراجع الاسترليني من مستوى 1.3175، واغلق عند 92.20 فرانك سويسري و 105.80 ينا. تعزز هذا الانخفاض يوم الخميس الماضي، بعد اجتماع الفدرالي الامريكي الذي اكد استمرار سياسته التوسعية، وبعد الاعلان عن تراجع الناتج المحلي للربع الثاني بنسبة تجاوزت32% في امريكا و12% في المانيا، ونتيجة تراجع الطلب على الدولار بعد عزوف المستثمرين عن الطلب على الدولار  كعملة ملاذ. فالعالم بدا متعايشا مع اخبار متفائلة باكتشاف لقاح او مصل  لعلاج كورونا، رغم ازدياد عدد الاصابات والوفيات. كما ساعد التوتر المستمر بين الصين وامريكا والمخاوف من التضخم نتيجة ما قدمته الدول من رزم انعاش واغراق الاسواق بالسيولة، مما ادى الى تراجع العائد على السندات طويلة الاجل وتراجع الفائدة الحقيقية دون الصفر. المحللون في الاسواق يتوقعون استمرار الضغوط على اسعار صرف الدولار وتراجعه مجددا نتيجة استمرار اسباب تراجعه ونتيجة الخلاف القائم بين قطبي السياسة الامريكية لإقرار رزمة انعاش اقتصادي تنتظرها الاسواق. المؤشرات الاقتصادية في مجملها ايجابية عبر العالم مما يبشر بالتعافي الاقتصادي الحذر، حيث تتحسن شهية المستثمرين لأخذ المخاطر وارتفاع اسعار الاسهم واستمرار الضغوط على الدولار. المحللون يرون ان احتمالات التعافي والعودة الاقتصادية في اوروبا افضل من الولايات المتحدة مما يدعم اسعار صرف اليورو حاليا.

وفيما يتعرض الدولار لمزيد من الضغوط للانخفاض في ظل غموض ما ستسفر عنه الانتخابات المقبلة، وتراجع احتمالات وفرص فوز ترامب حسب الاستطلاعات الحالية، تنتظر الاسواق المؤشرات الاقتصادية التي ستاتي تباعا هذا الأسبوع،  فيوم الاربعاء سيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة للاتحاد الاوروبي لشهر حزيران، حيث من المتوقع ان يتراجع بنسبة 0.50% على اساس سنوي ومؤشر (ADP) الأمريكي، حيث من المتوقع ان يستعيد قطاع الاعمال 1.5 مليون وظيفة جديدة، ومؤشر مدراء المشتريات غير الانتاجي حيث من المتوقع ان يأتي هذا المؤشر عند 55 نقطة. اما الجمعة، فبيانات البطالة والتشغيل تبقى هي الاهم كمؤشر سيساعد في تحديد اتجاه الدولار في المستقبل القريب، حيث من المتوقع ان يضيف الاقتصاد الامريكي 1.650 مليون وظيفة خارج القطاع الزراعي وتراجع مؤشر البطالة الى 10.50% . 

التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

الدولار الامريكي:

اغلق مؤشر الدولار امام سلة العملات (DXY)  على انخفاض حاد عند  مستوى  93.44  بعد تراجع الدولار المتسارع الى مستوى 92.50 والارتداد منه. المؤشرات الفنية سلبية للغاية طالما بقي التداول دون مستوى المقاومة عند 94.20، حيث من المتوقع اعادة اختبار الدعم في نطاق 92.50 الا ان اي اغلاق دون هذا المستوى المهم يعني تراجع الدولار الى مستويات دون ال 90.00 . المحللون يرجحون استمرار الضغوط نحو الانخفاض طالما استمر الخلاف حول رزمة الانعاش التي يتم النقاش بخصوصها حاليا في أمريكا، الا ان تجاوز 94.20 قد يعني استعادة الدولار لوتيرة الارتفاع لاختبار مستويات المقاومة الكبيرة حول نطاق 96.20. التصحيح الحالي لهذا المؤشر غير مستقر حيث من الممكن معاودة الانخفاض. ويبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 92.5-94.20 هذا الاسبوع مع استمرار وتيرة وزخم الانخفاض.

 مستويات الدعم 93.10 – 92.50-91.80    المقاومة:   94.20  – 95.30 – 96.20

 اليورو الاوروبي :

ارتفع سعر صرف اليورو بشكل كبير ومتسارع واغلق الاسبوع عند مستوى 1.1773 دولار لليورو بعد ان اختبر اليورو حاجز المقاومة الفنية عند مستوى 1.1908 وتراجع ليصحح مستويات اشباع الشراء، حيث تراجع ليختبر مستويات الدعم عند مستوى 1.1700. المؤشرات الفنية ايجابية وتدعم استقرار اليورو في هذه المستويات المرتفعة واحتفاظه بوتيرة الارتفاع وان بزخم اقل حاليا. المحللون لا يستبعدون ان يستمر التصحيح في حال الانخفاض دون مستوى 1.1700 لاختبار قاعدة الارتفاع في نطاق 1.1460-1.1530 قبل معاودة الارتفاع، الا ان اختبار حاجز المقاومة الحالي عند 1.1908 يبقى واردا  وتجاوزه لاختبار مستويات اعلى يبقى محتملا. لذا يبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 1.17-1.19 لهذا الاسبوع. فيما يرجح استمرار الضغط الفني لاختبار الدعم عند 1.1700 والانخفاض دونها.

نقاط الدعم : 1.1740 -1.1695  -1.1630  المقاومة :   1.1805  -1.18500 – 1.19080

الشيكل الاسرائيلي:

تراجع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل خلال الاسبوع الماضي، واغلق عند مستوى 3.4030 شيكل لكل دولار متأثرا بتراجع الدولار الامريكي امام العملات العالمية. الا ان الشيكل تراجع امام العملات الاوروبية بشكل ملحوظ حيث تجاوز اليورو حاجز 4 شواكل واستقر فوقها. المعطيات الاقتصادية الاسرائيلية غير مشجعه فالبنك المركزي في تقرير الاستقرار المالي الاخير حذر من ان 50 الف مواطن لن يتمكنوا من تسديد اقساط بيوتهم التي اشتروها من خلال تسهيلات مصرفية، مما يعني تراجع في الدخل واثر عميق للبطالة. اما وزارة المالية فبدأت تقترض من الخارج لتمويل العجز في ميزانيتها، حيث من المتوقع ارتفاع العجز السنوي في الميزانية الى 12% من الناتج المحلي. رئيس الاقتصاديين في وزارة المالية يتوقع تراجع الاقتصاد بنسبة 7.2% لهذا العام واستقرار البطالة عند 15% وعدم العودة الى مستويات ما قبل الوباء قبل 2023، هذه المعطيات المالية والاقتصادية السلبية قد تساعد في تراجع اسعار صرف الشيكل مقابل العملات الأخرى، بينما المؤشرات الفنية سلبية وما زالت ترجح اعادة اختبار نطاق الدعم 3.38-3.39 القوي والارتداد منه لاختبار المقاومة في نطاق 3.4350-3.45، لذا يبقى من المتوقع  تراجع زخم قوة الشيكل مقابل الدولار وارتفاع الدولار لاختبار مستويات اعلى قريبا، خاصة اذا ما تراجعت مؤشرات الاسهم الامريكية واذا ما استعاد الدولار زخم ارتفاعه. يبقى من المرجح استمرار التداول في نطاق 3.39-3.44 لهذا الاسبوع.

الدعم : 3.3950 - 3.3800 - 3.3700  المقاومة  : 3.4280 – 3.4350  – 3.4530

الذهب والنفط :

اغلق سعر الذهب هذا الاسبوع عند مستوى 1972 دولار للأونصة في اعلى اغلاق تاريخي  بعد ان اختبر 1985 دولار وتراجع عنها. حيث ادى تراجع العائد على السندات دون الصفر وزيادة الغموض بخصوص اثار كورونا واستمرار التوتر الصيني الامريكي والاثار التضخمية لرزم الدعم المالي في دعم الذهب كملاذ امن خاصة مع تراجع الدولار الامريكي وعزوف المستثمرين عن الطلب على الدولار كملاذ. المحللون يرجحون استمرار وتيرة وزخم الارتفاع لاختبار حاجز 1985 وتجاوزه لاختبار حاجز 2000 النفسي فيما يرجح البعض استمرار موجة الارتفاع هذه لاختبار 2100 في المستقبل القريب. المؤشرات الفنية مستقرة وتدعم تصحيحا محدودا للسعر لإعادة اختبار 1908 فيما يبقى الانخفاض دون ذلك صعبا حاليا. لذا من المتوقع استمرار التداول في نطاق 1900-2000 لهذا الاسبوع.

كما استقر سعر مزيج برنت القياسي نهاية الاسبوع واغلق عند مستوى 43.48 دولار للبرميل متأثرا بتراجع اسعار صرف الدولار الامريكي  واستقرار الطلب على النفط وتوقع الانتعاش الاقتصادي خاصة وان اتفاق اوبك+ بتخفيض 7.7 مليون برميل  سيبدأ بداية شهر اب ويمتد حتى نهاية العام. الا ان اسعار النفط تبقى رهين العرض والطلب الذي يتأثر بالآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، الا ان المحللين يتوقعون استقرار الاسعار في نطاق 40-45 حاليا وفي ظل المعطيات الحالية.

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد