هل سيؤثر استمرار ارتفاع اسعار الاسهم الامريكية سلبا على اسعار صرف الدولار ولماذا؟

هل سيؤثر استمرار ارتفاع اسعار الاسهم الامريكية سلبا على اسعار صرف الدولار ولماذا؟

اغلق الدولار الامريكي الاسبوع منخفضا امام اليورو عند 1.1301 دولار لليورو، و1.2620  دولار للإسترليني و 0.9412 فرانك سويسري  و 106.93 ين لكل دولار. حيث تعرضت مكانة الدولار كملاذ امن للمستثمرين لمزيد من الضغوط تحت وطأة تقلب مزاج المستثمرين لأخذ المخاطر بين التفاؤل بالتعافي الاقتصادي والتشاؤم من مخاوف العودة  للإغلاق، اثر تزايد عدد الاصابات والوفيات، وتعمق الاثر الاقتصادي للموجة الثانية من الانتشار. فيما تساعد توقعات الانتخابات الرئاسية المقبلة في زيادة الارباك والغموض في الاسواق مما يدعم الدولار خاصة بعد تصريحات المرشح الديمقراطي بخصوص مؤشرات الاسهم، الا ان استمرار ارتفاع مؤشرات الاسهم الامريكية والعالمية والتصريحات الصينية بخصوص الاستثمار في شراء اسهم الشركات، والوعود برزم الدعم الاقتصادي الجديدة، وتسجيل مؤشر ناسداك الامريكي مستويات تاريخية جديدة، يبقى الدولار ضعيفا لان ارتفاع الاسهم يعني تحسن بيئة المخاطر وتراجع الطلب على الدولار كعملة ملاذ امن. المؤشرات الاقتصادية التي يتم الاعلان عنها في مجملها ايجابية وتشير الى تحسن في اداء الاقتصاد العالمي من الصين وحتى امريكا وهذا امر طبيعي بعد ما قامت به الدول وما قدمته من رزم تحفيز اقتصادي. الا ان المؤشرات المنتظرة لهذا الاسبوع تحمل اهمية ذات دلالة خاصة، فالدول الاوروبية تجتمع لإقناع دول الممانعة بالموافقة على رزمة الانعاش الاقتصادي لدول أوروبا، حيث من المتوقع حدوث توافق ما واقرار رزمة الانعاش مما سيدعم اليورو ويحول دون تراجعه في حال فشلهم في التواصل لاتفاق.

تبدأ المؤشرات الاقتصادية لهذا الاسبوع بالتدفق، فيوم الثلاثاء سيتم الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك الالماني الذي يقيس مستوى التضخم، حيث من المتوقع ان يستقر على ارتفاع بنسبة 0.8% سنويا، وتقرير مسح الاقراض المصرفي لدول أوروبا، ومؤشر ( ZEW) الألماني، يليه مؤشر اسعار المستهلك الامريكي حيث من المتوقع ان يستقر التضخم عند زيادة سنوية بنسبة 1.1%. فيما تنتظر الاسواق اجتماع المركزي الاوروبي للتقرير في سياسته النقدية يوم الخميس القادم، حيث من المتوقع استقرار السياسة النقدية وتخفيض توقعاته بالنسبة للأداء الاقتصادي لهذا العام، وانتظار الموافقة على رزمة الدعم المالي لدول أوروبا، يليه مؤتمر صحفي لمحافظة المركزي الاوروبي والاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة الامريكي لشهر حزيران. اما الجمعة فسيتم الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك الاوروبي ومؤشر جامعة ميشيغن لثقة المستهلكين في الاقتصاد الأمريكي، فيما يبقى مؤشر الاصابات والوفيات بسبب كورونا هو المؤشر الاهم والاجدر بالمتابعة.

 

التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

 

الدولار الامريكي:

اغلق مؤشر الدولار امام سلة العملات ( DXY)  عند مستوى  96.66، حيث بدأ الدولار الاسبوع متراجعا واختبر مستويات الدعم الفني عند 96.30  بعد تحسن بيئة المخاطر وارتفاع مؤشرات الاسهم، الا انه عاود الارتفاع واستفاد كعملة ملاذ بعد ارتفاع تلك المخاطر ثانية. المؤشرات الفنية سلبية حاليا، وترجح مزيدا من تراجع الدولار امام سلة العملات، حيث يبقى مرجحا الانخفاض دون مستوى الدعم عند مستوى 96.30 والانخفاض لاختبار 95.70 و  95.50، فيما يبقى اي تحسن حذرا ومحدودا دون مستوى المقاومة عند 97.00 و ،97.25 لذا من المرجح ان يراوح سعر صرف الدولار مكانه بين ارتفاع وانخفاض في نطاق 96.00-97.00 حاليا . 

مستويات الدعم 96.30 – 96.00-95.50    المقاومة:   97.00  – 97.50 – 98.00

اليورو الاوروبي:

ارتفع  سعر صرف اليورو خلال الاسبوع  ليغلق عند مستوى 1.1301  دولار، ومع ان اليورو ارتفع واختبر مستوى المقاومة عند 1.1370 وسط الاسبوع الا انه ما لبث وتراجع لاختبار مستوى الدعم عند 1.1250 بعد تحسن اداء الدولار كعملة ملاذ، ومما يرجح استمرار التداول في هذا النطاق الضيق حاليا. المؤشرات الفنية في اغلبها ايجابية وتدعم ارتفاع  اليورو، حيث من المتوقع تجاوز 1.1350 ومعاودة اختبار 1.1420 وتجاوزها ربما في حال توصلت الدول الاوروبية لاتفاق بخصوص رزمة الدعم المالي للدول المتضررة من انتشار كورونا. حيث من المتوقع اختبار سقف السعر عند مستوى  1.1495  دولار لكل يورو. الا ان تجاوز هذا المستوى يبدو غير متوقع حاليا، الا انه يبقى محتملا خاصة اذا ما احتفظ اليورو بزخم وتيرة الارتفاع واحتفظ بقوته في المستويات الحالية وفي حال استمرار تراجع الدولار وفقدانه لقوته كعملة ملاذ. المحللون الفنيون يرجحون احتفاظ اليورو بقوته طالما استمر التداول فوق مستوى الدعم الفني في نطاق 1.1170-1.1250، الا ان انخفاضا دون هذا النطاق سينهى هذه الموجه من الارتفاع وسيؤدى الى التراجع  دون مستوى 1.1000 لكن ذلك غير متوقع حاليا.

نقاط الدعم : 1.1240 -1.1170 -1.1090  المقاومة :   1.1370 -1.1420 – 1.1495

الشيكل الاسرائيلي:

ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل خلال الاسبوع الماضي  واغلق عند مستوى 3.4570 شيكل لكل دولار. الدولار تذبذب في نطاق بين مستوى الدعم 3.4250 والمقاومة 3.4650 خلال الاسبوعين الماضيين متأثرا بمجموعة من التناقضات المثيرة للاهتمام: حيث تم الاعلان عن ارتفاع رصيد العملات الاجنبية في المركزي الاسرائيلي ب 4.8 مليار لتصل لمستوى تاريخي عند 147.33 مليار، ساهم تدخل المركزي الاسرائيلي وشراء الدولار بجزء من هذا الارتفاع حيث قام البنك بشراء 4 مليار دولار خلال شهرين للحيلولة دون انزلاق الدولار مقابل الشيكل دون مستوى 3.40 شيكل لكل دولار، إضافة الى الاعلان عن رزمة تحفيز اقتصادي جديدة. الا ان الاهم يبقى تراجع الشيكل وفقدانه لزخم قوته اثر الانتشار الواسع لفيروس كورونا، وعمق اثر الموجة الثانية الاقتصادي مما استدعى اعادة النظر في سياسات الحكومة تجاه العودة الاقتصادية، وحجم الدعم الذي تقدمه اسرائيل لمواطنيها الذين فقدوا اعمالهم. رئيس الوزراء ومحافظ المركزي الاسرائيلي اجتمعا مع ستانلي فيشر محافظ المركزي الاسرائيلي ونائب محافظ الفدرالي السابق للاستفادة من خبرته. المركزي الاسرائيلي ابقى على اسعار الفائدة عند 0.10%، الا انه اقر برنامجا لشراء سندات الشركات الكبيرة كرزمة جديدة للتحفيز الاقتصادي وخفض توقعاته للنمو الاقتصادي ليتوقع تراجعا بنسبة 6% هذا العام. فيما اعلن رئيس الوزراء ووزير المالية انهما بصدد طرح رزمة انعاش جديدة ومضاعفة للتخفيف من اثار الاغلاق الذي يبدو انه لا مفر من العودة اليه. هذا الزخم من المتناقضات اربك الاسواق وزاد الغموض بخصوص توجهات السعر المستقبلية، الا انه من الواضح ان سعر صرف الشيكل ما زال حساسا لتقلبات مؤشرات الاسهم العالمية، حيث  يتأثر بها اكثر من تأثره بالمعطيات المحلية. المؤشرات الفنية ايجابية وتدعم ارتفاع السعر، الا ان السعر بحاجة لتجاوز مستوى المقاومة الفنية عند مستوى 3.4650-3.4750، حيث من المتوقع استعادة وتيرة وزخم الارتفاع وتسارعه في موجة ارتفاع ممتدة قد تتجاوز 3.50 وتستقر فوقها بعد ذلك. الا ان البقاء دون هذا يعني استمرار التداول في نطاق 3.425/3.4750 الحالي، في محاولة لتعزيز بناء قاعدة ارتفاع قد يتأخر، الا ان المؤشرات ترجح حدوثه.

الدعم : 3.4380 - 3.4250 - 3.4050  المقاومة  : 3.4730 – 3.4850 – 3.5000

الذهب والنفط :

ارتفع سعر الذهب هذا الاسبوع وسجل اعلى سعرا منذ ثماني سنوات، حيث اختبر السعر مستوى 1818 دولار للأونصة، الا انه سرعان ما تراجع واغلق الاسبوع عند مستوى 1799دولار للأونصة. سعر الذهب يستفيد من ارتفاع المخاطر في الاسواق نتيجة الموجة الثانية لانتشار فايروس كورونا، وعمق اثرها الاقتصادي ان استمرت. كما يدعم هذه الارتفاع مجموعة من المؤشرات الفنية لخارطة السعر، والتي توحي بإمكانية اختبار السعر لمستوى 1850 في المدى القصير وتجاوزه مستقبلا، الا ان الاهم يبقى في اثر تراجع مستوى العائد على السندات الامريكية التي تراجعت لمستويات تاريخية، فالعائد على سندات العشر سنوات تراجع دون ال 0.60 % ، الا انه عاود الاستقرار حولها. المؤشرات الفنية ما زالت ايجابية وتدعم احتفاظ الذهب بزخم قوته وقابليته للارتفاع، الا ان زخم الارتفاع بدأ بالتراجع مما يرجح احتمال حدوث تصحيح للسعر لإعادة اختبار مستويات الدعم عند 1790 و 1785 والانخفاض لاختبار 1750 دولار للأونصة قبل معاودة الارتفاع. حيث يبقى مرجحا استمرار التداول في نطاق 1750-1850 حاليا.

وارتفع سعر مزيج برنت القياسي نهاية الاسبوع الى مستوى 43.29 دولار بعد تقرير وكالة الطاقة العالمية التي توقعت فيه تحسن الطلب على النفط خلال هذا العام، حيث اكد التقرير ان التراجع في الطلب على النفط خلال النصف الثاني من العام قد كان اقل من المتوقع حيث التزمت الدول في تخفيض حصصها من الانتاج. المؤشرات الفنية للسعر سلبية، حيث يتوقع المحللون تراجع السعر ثانية تحت تأثير الاثار السلبية للموجة الثانية لانتشار كورونا، ويبقى متوقعا تراجع السعر لاختبار مستوى الدعم عند 40 دولار، حيث يتوقع الخبراء استمرار التداول في نطاق 40-45 خلال هذا الشهر.

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد