اغلق الدولار الامريكي الاسبوع الماضي على ارتفاع امام اليورو عند  1.1177  دولار لليورو، و1.2348  دولار للإسترليني، بينما تراجع الدولار امام عملات الملاذ ليغلق عند 0.9523 فرانك سويسري و 106.87 ين لكل دولار، بسبب استمرار نفور المستثمرين من اخذ المخاطرة خاصة مع تزايد معدلات الاصابة ب ( COVID 19) في بعض الولايات الأمريكية، وارتفاع منحنى الإصابات مجددا في بعض الدول الاوروبية مثل المانيا، حيث سجل المنحنى العالمي اعلى معدل اصابات يومي خلال الأسبوع، مما ساهم في ارتفاع الطلب على اصول الملاذ كالدولار والذهب، ودعم الزيادة في الطلب توترا بين الصين والهند في الهمالايا. كما ساهمت تصريحات الفدرالي بان الاثار الاقتصادية السلبية للموجة الثانية من الانتشار ستمتد لمدة طويلة، في دعم قوة الدولار.  وفي أوروبا، ساهم عدم توصل الدول الاوروبية لاتفاق بخصوص رزم الدعم الاقتصادي التي تم الاعلان عنها سابقا في تراجع اليورو امام الدولار الامريكي. المؤشرات الاقتصادية الامريكية عموما اظهرت تحسنا، الا انها ما زالت دون المستويات التي كانت عليها قبل انتشار الوباء فمؤشر مبيعات التجزئة الامريكية لشهر ايار ارتفع ب17.7%  مقارنة بشهر نيسان، كما ارتفع الانتاج الصناعي الامريكي لشهر ايار بنسبة 1.4%، وقفز مؤشر فيلادلفيا الصناعي الى 27.5 نقطة بعد ان كان -43.1 نقطة فيما استقر تراجع الناتج المحلي الاجمالي للربع الاول عند -5%. وجاءت المؤشرات الاوروبية ضمن التوقعات، حيث اظهر مؤشر التضخم الالماني ارتفاعا بنسبة 0.5% على اساس سنوي واستقر في اوروبا عند 0%، وارتفع مؤشر  ZEW))  لثقة المستثمرين لشهر حزيران في المانيا الى 63.4 مقارنة ب 51 لشهر ايار. المحللون يرجحون استمرار الطلب على الدولار كعملة ملاذ في ظل المخاوف من تجدد انتشار الوباء بعد تصريحات امريكية بعدم التراجع عن فتح الاقتصاد ودعم التعافي الاقتصادي.

مع متابعتها للموجة الثانية من الانتشار ومنحنى انتشار فيروس كورونا، ستتابع الاسواق هذا الاسبوع مؤشرات اقتصادية ذات أهمية، حيث يبدأ الاسبوع بقرار المركزي الصيني بخصوص الفائدة على اليوان الصيني يوم الاثنين، ويتوقع ان تبقى عند 3.85%، وسيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات المنازل الامريكية لاحقا. اما يوم الثلاثاء، فسيتم الاعلان عن مؤشرات مدراء المشتريات للإنتاج والخدمات في كل من المانيا والاتحاد الاوروبي وامريكا، حيث من المتوقع ان تظهر هذه المؤشرات تحسنا الا انها تبقى ضعيفة ضمن مستويات الانكماش الاقتصادي. يوم الأربعاء، تنتظر الاسواق مؤشر( IFO) لبيئة الاعمال الالماني  لشهر حزيران، حيث من المتوقع ان يتحسن المؤشر الى 85 نقطة بعد ان انخفض الى 80 خلال شهر ايار. الخميس يبدا بالإعلان عن ثقة المستهلك الأوروبي، حيث من المتوقع ان يظهر المؤشر تراجعا خلال شهر حزيران الى -21.7،  كما سيتم الاعلان عن مؤشر السلع المعمرة الامريكي والقراءة النهائية للناتج المحلي الاجمالي الامريكي للربع الاول من العام حيث من المتوقع ان يتراجع بنسبة 5%. اما الجمعة، فسيتم الاعلان عن الدخل والانفاق الشخصي ومؤشر التضخم الخاص بهما كما يلي ذلك الاعلان عن مؤشر ميشيغان لثقة المستهلكين، حيث من المتوقع ان يظهر تحسنا طفيفا عند مستوى 79 نقطة.     

التحليل الفني:(المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

الدولار الامريكي:

اغلق مؤشر الدولار امام سلة العملات ( DXY)  عند مستوى  97.68  بعد ان اظهر تحسنا يوميا على مدار الاسبوع اثر تزايد المخاوف والقلق من موجة انتشار ثانية لفيروس كورونا وتراجع الآمال بالتعافي الاقتصادي السريع، والقلق من الاحتكاك والتوترات بين الصين والهند في الهمالايا. المؤشرات الفنية ايجابية عموما، والمحللون يرجحون مزيدا من القوة للدولار حيث من المتوقع اختبار المقاومة الفنية عند مستوى 97.9 وتجاوزها لاختبار 98.30 لاحقا لذا يرجح المحللون استمرار وتيرة الارتفاع واستمرار التداول في نطاق 97.30-98.30 لهذا الاسبوع

مستويات الدعم 97.30 – 97.00-96.70    المقاومة:   97.90  – 98.30 – 98.60

 اليورو الاوروبي :

 تراجع سعر صرف اليورو خلال الاسبوع  ليغلق  منخفضا عند مستوى 1.1178 دولار. تراجع اليورو بعد ان اظهر تحسنا بداية الاسبوع حيث اختبر مستوى1.1350 وعاد منها تحت ضغوط فنية للتصحيح وبعد تزايد الطلب على الدولار كعملة ملاذ وتأخر اوروبي في اقرار رزمة دعم الاقتصاد التي تم الاعلان عنها سابقا. المؤشرات الفنية سلبية وتدعم مزيدا من الانخفاض خاصة اذا ما تم الانخفاض دون مستوى الدعم الفني في نطاق 1.1150-1.1170 حيث من المتوقع اختبار مستوى 1.1090 والارتداد منها. المحللون الفنيون يتوقعون استمرار الاداء الباهت لليورو هذا الاسبوع خاصة مع تراجع المؤشرات الفنية التي كانت تدعم مزيدا من القوة لذى يبقى من المرجح استمرار التداول في نطاق 1.1090-1.1290 لهذا الاسبوع.

نقاط الدعم : 1.1140 -1.1090 -1.1030  المقاومة :   1.1210 -1.1260 – 1.1290

الشيكل الاسرائيلي:

انخفض سعر صرف الدولار مقابل الشيكل خلال الاسبوع الماضي  واغلق عند مستوى 3.4530 شيكل لكل دولار، بعد ان كان قد ارتفع واختبر مستوى 3.50 بداية الأسبوع، اثر الاعلان عن تراجع مؤشر اسعار المستهلك بنسبة 0.3% لشهر أيار، وبعد اعلان محافظ البنك المركزي الاسرائيلي عن احتمال ارتفاع مستوى التذبذب في الشيكل الاسرائيلي واحتمالات انخفاض اسعار صرفه .المحللون يرجحون احتمالات ارتفاع الدولار مقابل الشيكل من هذه المستويات بسبب ارتفاع المخاوف والقلق من موجة ثانية قد تكون عاتية لانتشار كورونا في إسرائيل، وتراجع مؤشرات الاسهم نتيجة عزوف المستثمرين عن اخذ المخاطر، ونتيجة استمرار تدخل البنك المركزي الاسرائيلي للحد من قوة الشيكل الجامحة حاليا. المؤشرات الفنية ما زالت سلبية ولا تدعم هذا الارتفاع المتوقع حاليا، خاصة مع تراجع مؤشرات وتيرة الارتفاع وفقدانها للزخم اللازم لمعاودة واستمرار الارتفاع،  مما يرجح اعادة اختبار قاعدة الارتفاع عند مستوى 3.4300 شيكل لكل دولار، ومعاودة الارتفاع منها في ارتفاع تدريجي بطيء في البداية، لا يلبث ان يتعزز بتحسن المؤشرات والاندفاع لتجاوز المقاومة عند مستوى 3.4830 و 3.5000. حيث من المتوقع ان يتسارع الارتفاع اذا ما ارتفع السعر وتجاوز حاجز 3.5000 شيكل لكل دولار. المحللون ما زالوا يرجحون ان اي انخفاض دون مستوى 3.45 يعطي فرصة لبناء مراكز تحوط حاليا، خاصة بعد ما اثاره محافظ المركزي الاسرائيلي من مخاوف ارتفاع تذبذب الشيكل وربما انخفاضه. لذا يبقى من المرجح استمرار التداول في نطاق 3.45-3.50 هذا الاسبوع مع تزايد وتحسن وتيرة وزخم الارتفاع .

الدعم : 3.4430 - 3.4300 - 3.4150  المقاومة  : 3.4830 – 3.4950 – 3.5350

الذهب والنفط :

 ارتفع سعر الذهب هذا الاسبوع واغلق عند مستوى 1744 دولار للأونصة بعد ان سجل ارتفاعا بنسبة 1.5%  يوم الجمعة، بعد تداول هادئ خلال الاسبوع. المحللون يرون ان ارتفاع معدلات الاصابة ب COVID19)) وزيادة التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الهند والصين، وعدم اليقين والثقة في التعافي الاقتصادي تقف وراء ارتفاعات الذهب المتتالية وتدعم مزيدا من الارتفاع خلال المستقبل القريب. حيث يتوقع الخبراء الارتفاع لاختبار وربما تجاوز مستوى 1800 دولار قبل نهاية العام. المحللون الفنيون يرون بان المؤشرات الفنية إيجابية وتدعم مزيدا من الارتفاع، الا ان الذهب بحاجة الى الاستقرار فوق مستوى 1750، واعادة اختبار المقاومة الفنية عند مستوى 1765، ويرون بان اغلاقا اسبوعيا فوق هذا المستوى سيدعم المؤشرات الفنية الايجابية ويؤكد استمرار الارتفاع. الا ان التراجع من هذه المستويات سيعيدنا الى نطاق التذبذب بين 1680 و 1750 دولارا  للأونصة.

وارتفع سعر مزيج برنت القياسي خلال الاسبوع الى مستوى 42 دولار بعد ان التأكيد بان اعضاء اوبك + تجاوزوا النقاش في موضوع تخفيض الانتاج الى جدية فرض التخفيض بالقوة على تلك الدول التي لم تمتثل لقرار خفض الانتاج مثل (العراق ونيجيريا وكازخستان)، حيث اعلنت كازخستان التزامها بتخفيض الانتاج ب390 الف برميل يوميا اثر اخبار عن انتشار وباء كورونا في احد حقولها النفطية الرئيسية. الخبراء يرون بان تخفيض الانتاج وزيادة الطلب مع العودة لفتح الاقتصاد ستدعم ارتفاع اسعار النفط وتبقي السعر فوق ال40 دولار حاليا، فيما يرى البعض بان المعطيات الحالية تدعم ارتفاعا متوقعا لاختبار مستوى48 دولار للبرميل، اذا ما تجاوز السعر حاجز ال43 دولار. لذا يتوقع المحللون استمرار تداول النفط في نطاق بين 40 و 45 دولار للأسبوع القادم.