شهد الأسبوع الماضي تصعيداً غير مسبوق في الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث قامت إسرائيل بأكبر هجوم جوي على منشآت عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية. هذا التصعيد الكبير دفع إسرائيل إلى إعلان الإنذار العام، وقد سجل الشيكل الإسرائيلي انخفاضًا حادًا وصل إلى 3.67 أمام الدولار بنسبة 1.9%، و3.4% مقابل اليورو، وسط حالة من التوترات المالية.
أدى هذا التصعيد إلى قفزة حادة في أسعار النفط، هي الأكبر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، وتزايدت المخاوف من تعطّل إمدادات الطاقة، خصوصاً مع اعتماد السوق العالمي على صادرات إيران التي تبلغ أكثر من 2 مليون برميل، مما يجعل أي انقطاع في هذه الإمدادات خطراً يربك الأسواق، ويضعف الاحتياطي لدى الدول المنتجة الأخرى، ويهدد التوازن العالمي للنفط.
أعاد ارتفاع أسعار النفط مخاوف التضخم العالمي المرتبط بالطاقة إلى الواجهة، وهو ما أربك رهانات الأسواق التي كانت تتوقع خفضًا لأسعار الفائدة الأمريكية بدءاً من سبتمبر المقبل، خاصة بعد أن أظهرت بيانات التضخم الأمريكية، سواء مؤشر أسعار المستهلكين أو المنتجين، مفاجآت سلبية عززت الاعتقاد بأن الفيدرالي الأمريكي يقترب من بدء دورة تيسير نقدي. لكن الصدمة النفطية الجديدة قد تعيد الحسابات، ففي ظل تضارب البيانات بين تباطؤ التضخم الأساسي من جهة وارتفاع أسعار الطاقة من جهة أخرى، قد يُجبر الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه يوم الأربعاء من هذا الأسبوع على التريث، وربما تأجيل أي خفض للفائدة إلى وقت لاحق.
على الجانب التجاري، تزيد حالة الغموض من ضغوط السوق، خصوصًا مع اقتراب موعد انتهاء هدنة الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وعدد من الشركاء في يوليو المقبل، إذ عبّر الرئيس دونالد ترامب عن توجهات أكثر تشدداً، معلناً عن قرب إصدار ترتيبات جمركية جديدة، مما زاد من مخاوف الشركات والمستثمرين بشأن مستقبل السياسات التجارية الأمريكية.
شهد الدولار الأمريكي أسبوعاً متقلباً، بدأ بتراجع ملحوظ بسبب ضعف بيانات التضخم، ثم تلقى دعماً من التوترات الجيوسياسية التي عززت مكانته كعملة ملاذ آمن. ورغم هذا التعافي، لا يزال الدولار يعاني من تذبذب واضح بسبب توازن التأثيرات المتناقضة عليه، وإذا تحوّل النزاع في الشرق الأوسط إلى مواجهة طويلة الأمد تشمل منشآت أمريكية، فإن الدولار قد يكتسب مزيداً من الزخم. كما شهدت أسواق العملات توجهاً واضحاً نحو الهروب من المخاطرة، حيث تصدّر الفرنك السويسري قائمة العملات الأقوى بفضل مكانته كملاذ تقليدي، كما استفاد اليورو من استقراره النسبي، واستفاد الدولار الكندي من ارتفاع أسعار النفط رغم ضعف البيانات الاقتصادية المحلية.
أما على صعيد الأسواق الأمريكية، فقد بدأت المؤشرات الفنية تُظهر إشارات تنذر بتراجع محتمل في الأسهم، حيث انخفض مؤشر داو جونز بقوة وسط إشارات فنية توحي بإمكانية استمرار التصحيح في الفترة المقبلة. وتبقى الصورة اليوم غامضة ومعقدة، إذ تتداخل عوامل جيوسياسية خطيرة مع ضبابية في السياسات الاقتصادية والنقدية واضطرابات في سلاسل الإمداد والتجارة، وهذه التركيبة تجعل المستثمرين أمام تحديات غير مسبوقة، وتزيد من تقلبات الأسواق التي ستظل في حالة حذر حتى تتضح المعالم، سواء من حيث التوترات السياسية أو اتجاهات الفائدة العالمية.
الأرقام الاقتصادية لهذا الأسبوع
الإثنين، 16 يونيو 2025
• الإنتاج الصناعي (سنوي) - اليوان الصيني (CNY)
• الأجور في منطقة اليورو (ربع سنوي) – اليورو (EUR)
• تقرير أوبك الشهري – الدولار الأمريكي (USD)
الثلاثاء، 17 يونيو 2025
• مؤشر ثقة الاقتصاد - ألمانيا (يونيو) – اليورو (EUR)
• مؤشر ثقة الاقتصاد - منطقة اليورو (يونيو) – اليورو (EUR)
• مبيعات التجزئة الأساسية (شهرياً) – الدولار الأمريكي (USD)
• الإنتاج الصناعي (سنوياً) – الدولار الأمريكي (USD)
الأربعاء، 18 يونيو 2025
• مؤشر أسعار المستهلك الأساسي (سنوياً) – اليورو (EUR)
• تصاريح البناء (مايو) – الدولار الأمريكي (USD)
• مطالبات البطالة المستمرة – الدولار الأمريكي (USD)
• مخزونات النفط الخام – الدولار الأمريكي (USD)
• مخزونات كوشينغ للنفط الخام – الدولار الأمريكي (USD)
• بيان لجنة السوق المفتوحة (FOMC) – الدولار الأمريكي (USD)
• قرار سعر الفائدة من الفيدرالي – الدولار الأمريكي (USD)
• المؤتمر الصحفي للفيدرالي الأمريكي – الدولار الأمريكي (USD)
الخميس، 19 يونيو 2025
• عطلة الدولار الأمريكي (USD)
• اجتماعات مجموعة اليورو – اليورو (EUR)
• كلمة لاغارد– اليورو (EUR)
• مطالبات البطالة المستمرة – الدولار الأمريكي (USD)
الجمعة، 20 يونيو 2025
• سعر الفائدة الأساسي من بنك الصين المركزي – اليوان الصيني (CNY)
• مؤشر أسعار المنتجين في ألمانيا (شهرياً) – اليورو (EUR)
• مؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية (يونيو) – الدولار الأمريكي (USD)
• المؤشر القيادي الأمريكي (شهرياً) – الدولار الأمريكي (USD)
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)
الدولار الأمريكي
لا يزال مؤشر الدولار تحت ضغط هبوطي واضح، ويواجه مقاومة قوية عند المستوى 99.40. طالما بقي المؤشر دون هذا المستوى، فإن التوقعات ترجّح استمرار التراجع نحو 94.40، وهو مستوى يمثل إسقاط 61.8% فيبوناتشي للحركة من 110.20 إلى 97.90 ثم 101.90. ومع ذلك، قد يضعف الزخم الهبوطي كلما اقترب السعر من هذا الهدف. أما في حال تم كسر 99.40 صعوداً، فيشير ذلك إلى تشكيل قاع مؤقت، ويفتح الباب لارتداد نحو المتوسط المتحرك لـ55 يوماً عند 100.45، وربما إلى مقاومة 101.90.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 97.90، مستوى دعم 96.50، مستوى دعم ثالث 94.40.
مستوى مقاومة 99.40، مستوى مقاومة ثاني 100.45، مستوى مقاومة ثالث 101.90.
اليورو الأوروبي
الزوج يتداول في نطاق بالقرب من القمة المؤقتة عند 1.1630. الدعم الرئيسي يقع عند 1.1370، والبقاء فوقه يعزز احتمالات استمرار الصعود. كسر مستوى 1.1630 يأتي بعده موجة صعود جديدة قد تستهدف 1.1930، وهو إسقاط فيبوناتشي بنسبة 61.8% للحركة من 1.0175 إلى 1.1570 ثم تصحيحها إلى 1.1065. أما كسر الدعم عند 1.1370، فسيُشكل قمة مؤقتة، وقد يؤدي إلى تصحيح هابط أعمق.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 1.1370، مستوى دعم ثاني 1.1280، مستوى دعم ثالث 1.1065.
مستوى مقاومة أول 1.1570، مستوى مقاومة ثاني 1.1630، مستوى مقاومة ثالث 1.1930.
الشيكل الاسرائيلي
بعد أن انخفض سعر الدولار/ شيكل إلى منطقة 3.45، والتي تمثل مستوى 61.8% فيبوناتشي للحركة الصاعدة من 3.05 إلى 4.08، تمكّن السعر من تشكيل قاع سعري مهم عند هذا المستوى. ارتد السعر بشكل واضح من هذا الدعم الفني القوي. تشكل منطقة 3.7 مستوى 38.2% فيبوناتشي للموجة الهابطة من 4.08 إلى 3.55، بينما تشكل منطقة 3.77 مستوى 50% فيبوناتشي. كلا المنطقتين أهداف فنية محتملة في حال استمرار الزخم الصاعد، أما الهدف الأعلى فيتمثل عند مستوى 3.85. على الجانب السلبي، فإن مستوى 3.55 يمثل دعماً محورياً كونه يقع عند 50% فيبوناتشي للحركة الصاعدة من 3.05 إلى 4.08. كسر هذا الدعم سيعيد السعر لاختبار منطقة 3.45، والتي لا تزال تُعتبر قاعاً رئيسياً ومفصلياً لتحديد الاتجاه القادم.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3.55، مستوى دعم ثاني 3.52، مستوى دعم ثالث 3.45.
مستوى مقاومة أول 3.70، مقاومة ثاني 3.77، مستوى مقاومة ثالث 3.85.
الذهب
يحافظ الذهب على اتجاه صاعد قوي على الرسم البياني اليومي، بعد كسر المقاومة الرئيسية عند 3403. كسر هذا المستوى يُعد إشارة قوية على استئناف الارتفاع من 3120، ويفتح الطريق نحو هدف نفسي عند 3500، يليه نطاق أهداف فيبوناتشي بين 3590 و3645. من جهة أخرى، توجد دعوم محورية عند 3400 و3380 (قاع يومي)، والتي يجب أن تصمد للحفاظ على تفوّق الاتجاه الصاعد.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3400، مستوى دعم ثاني 3380، مستوى دعم ثالث 3290.
مستوى مقاومة أول 3500، مستوى مقاومة ثاني 3590، مستوى مقاومة ثالث 3645.
الفضة
أنهت الفضة موجتها التصحيحية بين 35.15–35.50 على الرسم البياني لأربع ساعات، وتتحرك الآن في موجة صعود جديدة تستهدف المنطقة بين 37.1–37.80. الشراء من نطاق التصحيح أصبح آمناً حالياً بعد تجاوز مستوى 50% فيبوناتشي. الشرط الفني الأساسي لاستمرار السيناريو الإيجابي هو بقاء السعر فوق 35.50، والذي يمثل نقطة دعم مهمة لضمان استمرار الزخم الصاعد.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 35.5، مستوى دعم ثاني 33.10، مستوى دعم ثالث 31.70.
مستوى مقاومة أول 36.70، مستوى مقاومة ثاني 37.10، مستوى مقاومة ثالث 38.50.
النفط
تقترب أسعار النفط من منطقة مقاومة محورية بين 74.65 و78.10، وهي منطقة تتوافق مع إسقاط فيبوناتشي بنسبة 161.8% إلى 200% لحركة السعر من 55.60 إلى 64.60 ثم 60.15. كما تشير مؤشرات الزخم على الرسم البياني لأربع ساعات إلى حالة تشبّع شرائي، مما يزيد احتمالية التراجع على المدى القصير. لكن في حال تمكّن السعر من كسر 78.10 بشكل حاسم، فإن ذلك سيكون تأكيداً على أن 55.20 كان قاعاً طويل الأمد، ويفتح المجال أمام صعود تصحيحي أوسع قد يستهدف 84.50، وهو مستوى تصحيح 38.2% من الهبوط الممتد من 131.80 إلى 55.20.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 64.50، مستوى دعم ثاني 60.15، مستوى دعم ثالث 55.60.
مستوى مقاومة أول 78.10، مقاومة ثاني 84.50، مستوى مقاومة ثالث 96.00.