ما اثر التحول في السياسة النقدية الامريكية على اسعار صرف الدولار؟

ما اثر التحول في السياسة النقدية الامريكية على اسعار صرف الدولار؟

تراجعت اسعار صرف الدولار اواخر الاسبوع بحدة واغلق عند 1.1905 دولار لليورو و 1.3350 دولار للجنية الاسترليني وعند 0.9043 فرنك سويسري  و 105.37 ينا للدولار بعد اعلان محافظ بنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي  السيد جيروم باول تحولا في اولويات سياسته النقدية للخمس سنوات المقبلة بحيث قدم التشغيل ومكافحة البطالة كأولوية على التضخم واعلن استعداد الفدرالي لاستيعاب ارتفاع التضخم فوق مستوى 2% المستهدف واستخدام معدل مستوى التضخم بدلا من مستوى التضخم في الاسترشاد في سياسته النقدية مما يعني الابقاء على اسعار الفائدة المنخفضة لمدة اطول واستمرار سياسته النقدية التوسعية رغم ارتفاع التضخم الا انه ابقى على جهوزية الفدرالي لمواجهة تضخم جامح ان حدث. هذا التحول في السياسة النقدية سيضعف الدولار حسب المحللين الذين يرون في ارتفاع المستوى العام للأسعار وتراجع القدرة الشرائية للدولار عندها سببا كافيا لتوجه المستثمرين لامتلاك اصول مالية اخرى كالأسهم او المعادن مما سيؤدي الى استمرار تراجع الطلب على الدولار وتراجع اسعار صرفه خلال الفترة المقبلة. استقالة رئيس الوزراء الياباني بسبب حالته الصحية ساهم ايضا في ارتفاع مستوى المخاطر حيث تراجع الدولار امام الين الياباني كما تضاربت المؤشرات الاقتصادية العالمية خلال الاسبوع الماضي حيث تأكد تراجع النمو في الناتج المحلي الاجمالي  الالماني بنسبة 11.3% بينما تراجع النمو في الناتج الامريكي بنسبة %31.9 في القراءة الثانية فيما تفاوت اداء بقية المؤشرات الا ان الاهم جاء يوم الخميس بإعلان السيد جيروم باول التحول في السياسة النقدية الامريكية لبنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي. المحللون يتوقعون استمرار الضغوط على اسعار صرف الدولار وتراجعه التدريجي الا ان الدولار يبقى عملة الاحتياط الاولي في العالم وهذا ما يحد من احتمالات تدهور اسعار صرفه كثيرا مما يؤكد بان اسعار صرف الدولار قد تتراجع الا انها لن تنهار.

ستعود السيولة الى طبيعتها في الاسواق بعد انتهاء موسم الإجازات الصيفية بداية الاسبوع وحيث ستبدأ المؤشرات الاقتصادية بالظهور تبعا هذا الاسبوع وتبدا صباح الاثنين بمؤشر مدراء المشتريات الصيني الانتاجي والغير انتاجي حيث من المتوقع تراجعا في قراءة كلا المؤشرين لشهر اب يليه مؤشر اسعار المستهلك الالماني حيث من المتوقع ارتفاع مستوى الاسعار بنسبة 0.40 على اساس سنوي. الثلاثاء سيتم الاعلان عن مستوى البطالة الالماني ومؤشر اسعار المستهلك الاوروبي ومؤشر مدراء المشتريات الامريكي حيث من المتوقع ان يستقر هذا المؤشر عند 54 نقطة لشهر اب. اما الاربعاء فسيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة الالماني ومؤشر التوظيف في قطاع الاعمال الامريكي (  ADP) .

الخميس سيتم الاعلان عن مؤشر مبيعات التجزئة الاوروبي وبيانات البطالة الامريكية الاسبوعية اما يوم الجمعة  فالمؤشر الاهم حيث سيتم الاعلان عن مؤشرات البطالة والتشغيل الامريكية الشهرية لشهر اب حيث من المتوقع ان يضيف الاقتصاد الامريكي 1.55 مليون وظيفة خارج القطاع الزراعي وتراجع نسبة البطالة الى 9.9%.فيما من المتوقع استقرار مستوى المساهمة  والمشاركة عند 61.4% فيما اصبحت مؤشرات الاجور واثارها التضخمية ليست ذات دلالة.

التحليل الفني:    (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة احداث كبيرة)

الدولار الامريكي
تراجع حاد على مؤشر سعر صرف الدولار امام سلة العملات ( DXY)  حيث اغلق عند  مستوى  92.28  بعد الاعلان عن التحول في السياسة النقدية الامريكية واستقالة رئيس الوزراء الياباني وتراجع اسعار صرف الدولار مقابل  الذهب ومعظم العملات العالمية. المؤشرات الفنية سلبية الا ان استقرار السعر فوق مستوى الدعم الفني في نطاق 91.8-92.00 يبقي على احتمالات التذبذب في مستوى ضيق  ومحاولة الارتفاع لاختبار 93.20 قبل الانخفاض التدريجي . المحللون يرجحون استمرار الضغوط على اسعار صرف الدولار في ظل مؤشرات فنية سلبية مما يرجح استمر الضغوط خلال المستقبل القريب والتوجه تدريجيا لاختبار مستويات دعم دون مستوى ال 90.00.لذا يبقى من المرجح ان يبقى التداول في نطاق 91-93 لهذا الاسبوع.
مستويات الدعم 91.80 – 91.50-90.80    المقاومة:   92.80  – 93.20 – 94.00

اليورو الاوروبي :
ارتفع سعر صرف اليورو هذ الاسبوع واغلق عند مستوى 1.1905  دولار . بعد تذبذب السعر في نطاق بين 1.1750-1.1900 طوال الاسبوع. المؤشرات الفنية ايجابية وتوحي باستمرار التحسن وارتفاع اسعار صرف اليورو لإعادة اختبار المقاومة في نطاق 1.1930-1.1965 واختراقها لاختبار المقاومة الفنية الكبيرة حول نطاق 1.2040. المحللون الفنيون يرون تحسنا في اداء المؤشرات الفنية الا انهم يؤكدون بانه ما زال هناك فرصا لتراجع  السعر لاختبار مستويات دعم قريبة في نطاق 1.1800-1.1780 حيث تشكل فرصا جيدة للشراء بانتظار الارتفاع المتوقع لتجاوز حاجز 1.2000 الفني. اما في حالة التراجع فيعود اليورو للتذبذب لاستكمال موجة التراجع التصحيحية التي لم تكتمل (مما يحد من قدرة اليورو على الاندفاع بقوة والارتفاع السريع) والانخفاض لاختبار 1.1650 قبل معاودة الارتفاع.
نقاط الدعم : 1.1750 -1.1710  -1.1650  المقاومة :   1.1840  -1.1880 – 1.1965  

الشيكل الاسرائيلي:
بعد الاعلان عن اقرار الموازنة  الإسرائيلية المؤقتة وتراجع احتمال انهيار التحالف الحكومي في اسرائيل تراجعت اسعار صرف الدولار مقابل الشيكل ليختبر 3.35 شيكل للدولار قبل ان يرتد قليلا ويغلق الاسبوع عند مستوى 3.3620 في ادنى اغلاق له منذ عام 2011  في غياب تدخل المركزي الاسرائيلي للحد من قوة الشيكل بعد ان كان المركزي الاسرائيلي قد اشترى 5 مليار دولار في الفترة من شهر ايار وحتى شهر تموز ليرتفع رصيد العملات الاجنبية في المركزي الاسرائيلي الى مستوى تاريخي عند 157 مليار دولار. عزز هذا التراجع اعلان محافظ الفدرالي الامريكي تغيير اولويات السياسة النقدية الامريكية مما اضعف الدولار مقابل عملات العالم الاخرى. المؤشرات الفنية للدولار مقابل الشيكل غاية في السلبية وتوحي بمزيد من الانخفاض بعد حياد واستقرار تلك المؤشرات خلال شهر اب الحالي. لذا يتوقع المحللون استمرار الضغوط على اسعار صرف الدولار في موجة انخفاض جديدة اذا  لم يتدخل المركزي الاسرائيلي  للحد من جموح الشيكل وفي حال هبط دون مستوى الدعم الفني عند مستوى 3.3500  ليختبر نطاق الدعم الاقوى عند مستوى 3.30-3.32 قبل ان يرتد للتصحيح. العوامل التي تدفع نحو مزيدا من قوة الشيكل مثل التوقعات باستمرار تراجع الدولار مقابل العملات الاخرى واستمرار ارتفاع مؤشرات الاسهم الامريكية وعدم تدخل المركزي الاسرائيلي  واستمرار تفوق اداء الاقتصاد الاسرائيلي مقارنة بشركائه التجاريين دفعت بعض المحللين لتوقع عمق ابعد لموجة الانخفاض الحالية بحيث يتم اختبار ادنى اسعار وصل اليها الدولار عام 2008 عند مستوى 3.20 شيكل للدولار الا انهم يتوقعون حدوث ذلك في مدى عامين مقبلين ومع ان هذا التوقع غير موضوعي في ظل الغموض الحالي وعمق اثر كورونا  يرجح البعض الاخر استمرار الانخفاض التدريجي البطيء اذا ما استمرت الظروف الحالية واذا ما غاب تدخل المركزي الاسرائيلي.
الدعم : 3.3500 - 3.3350 - 3.3200  المقاومة  : 3.3750  – 3.3950  – 3.4130

الذهب والنفط :
ارتفعت اسعار الذهب هذا الاسبوع واغلقت عند 1963 دولار للأونصة . بعد اعلان الفدرالي الامريكي تغيرا في اولويات سياسته النقدية وقراره استيعاب التضخم اذا ما تجاوز ال 2%.المحللون يرجحون استمرار الطلب على الذهب في ظل المعطيات الحالية التي تتمثل في استمرار التوتر مع الصين واستمرار اثار انتشار كورونا واستمرار ضعف الدولار ويتوقعون معاودة اختبار مستوى 2000 دولار وتجاوزه قريبا. المؤشرات الفنية ايجابية وتدعم هذا التوقع بالارتفاع الا انها تبقى على احتمالات التراجع لاختبار مستويات الدعم في نطاق 1900-1920 قائمة ايضا لذا من المتوقع استمرار تداول الذهب في نطاق 1920-2000 مع ترجيح معاودة الارتفاع مجددا.

ارتفعت اسعار مزيج برنت القياسي  واغلق عند مستوى 45.85  دولار للبرميل بعد تراجع اسعار صرف الدولار الامريكي اثر اعلان الفدرالي الامريكي تحولا في سياسته النقدية وبعد مرور اعصار لارا دون حدوث اضرار كبيرة. وبعد تحسن في كثير من المؤشرات الاقتصادية وبعد الاعلان عن تراجع في الاصابات بكورونا وتراجع مؤشرات الانتشار في امريكا مما يدعم التوقعات بتحسن الطلب على النفط بسبب التعافي الاقتصادي . المؤشرات الفنية للسعر مستقرة داعمة لمزيد من الارتفاع لاختبار مستوى المقاومة عند 48.00 دولار للبرميل في ظل استمرار الضغوط على اسعار صرف الدولار الامريكي لذى يبقى من المتوقع استمرار التداول في نطاق 43-48  دولار للبرميل حاليا.

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد