في تطور لافت قبيل نهاية الأسبوع، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغوط التجارية على الشركاء الدوليين، حيث أعلن عن فرض رسوم جمركية جديدة تتراوح نسبتها بين 10% و70%. وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس مع اقتراب انتهاء فترة التخفيض المؤقت للتعرفة الجمركية في 9 يوليو، وسط نجاح محدود في التوصل إلى اتفاقات تجارية.
هذا التصعيد يعزز مناخ القلق في الأسواق العالمية، ويعيد مخاطر السياسة التجارية إلى الواجهة، خصوصاً في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من تباطؤ في النمو. وعلى صعيد سوق العمل الأمريكي، أظهرت البيانات الأخيرة نتائج أفضل من المتوقع، إلا أن الصورة العامة لا تزال تعكس ضعفاً في الزخم الاقتصادي، في ظل استمرار ارتفاع مطالبات البطالة المستمرة، ما يعكس هشاشة تعافي سوق العمل. من جهة أخرى، تواصل التوترات التجارية الضغط على ثقة المستثمرين، خاصة مع صدور تقارير من مديري المشتريات تشير إلى تراجع النشاط الاقتصادي وارتفاع مستويات الحذر في قرارات الأعمال والاستثمار.
على مستوى الإقراض، أظهرت تقارير حديثة أن البنوك الأمريكية قامت بتشديد شروط الائتمان في معظم القطاعات، بالتزامن مع تراجع واضح في الطلب على القروض. ويعكس هذا الواقع تردداً متزايداً من جانب الشركات والمستهلكين في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي وبيئة أسعار الفائدة المرتفعة. ويبرز هذا التوجه بوضوح في قطاع الإقراض التجاري، الذي لا يزال يعاني من القيود، ما يؤكد ضعف شهية المخاطرة لدى المؤسسات المالية.
أما في الأسواق، فقد عاد مؤشر S&P 500 لتسجيل مستويات قياسية، بعد أن تعافى من تراجع حاد بلغت نسبته 25% بين شهري فبراير وأبريل. وجاء هذا التعافي مدعوماً بعدة عوامل، من أبرزها تجميد الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، وهدنة تجارية أولية مع الصين، إلى جانب مرونة نسبية في البيانات الاقتصادية. في المقابل، ظل أداء الأسواق الأوروبية ضعيفاً، حيث تراجعت الأسهم بأكثر من 1%، متأثرة بعطلة الأسواق الأمريكية وضعف البيانات الاقتصادية في القارة. وعلى صعيد أدوات الدين، أظهرت السندات الألمانية أداءً قوياً، ما يعكس توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل تذبذب التوقعات الاقتصادية.
في أوروبا، جاءت بيانات التضخم من منطقة اليورو متوافقة مع التقديرات، مما يعزز وجهة النظر القائلة بأن قوة اليورو قد تسهم في خفض التضخم إلى ما دون الهدف المستهدف للبنك المركزي الأوروبي. ورغم ذلك، لا تتوقع الأسواق أي تعديل في أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي الأوروبي في 24 يوليو، بينما تسعر الأسواق أول خفض للفائدة بحلول ديسمبر. ومع ذلك، تبقى احتمالات حدوث تحول في السياسة النقدية قائمة، خاصة إذا تم التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. أما في آسيا، فقد أظهرت مسوح ثقة الأعمال في الصين تحسنًا طفيفًا، مما يشير إلى بعض التعافي في المزاج الاقتصادي رغم التحديات المستمرة.
في المقابل، رفعت الحرب الأخيرة مع إيران الكلفة الاقتصادية على الحكومة وأثقلت كاهل المستهلكين، ما زاد من الدعوات إلى تدخل نقدي بجانب الإجراءات المالية. وقد بدأت الأسواق بالفعل تسعّر خفضاً تدريجياً في أسعار الفائدة، رغم أن بنك إسرائيل لا يزال يتوقع بقاء الفائدة عند مستوى 4% حتى بداية 2026. إن تراجع التوتر الجيوسياسي بعد الحرب يعزز احتمالية قيام بنك إسرائيل بخفض سعر الفائدة خلال الأشهر المقبلة. ورغم أن التضخم لا يزال عند الحد الأعلى للنطاق المستهدف (3.1%)، إلا أن استقرار التوقعات التضخمية قرب 2%، إلى جانب تحسن أداء الشيكل، يشكلان بيئة مواتية للتوجه نحو التيسير النقدي. مع ذلك، فإن ضغوط سوق العمل لا تزال قائمة، وهو ما يستدعي الحذر وتجنب خفض حاد للفائدة. ويوصي بعض الخبراء المستثمرين بالتركيز على السندات الحكومية المرتبطة بالتضخم متوسطة الأجل، مع تجنب إدخال تغييرات كبيرة على المحافظ الاستثمارية، نظراً لاستمرار هشاشة الأوضاع الاقتصادية.
الأرقام الاقتصادية لهذا الاسبوع
الإثنين، 7 يوليو 2025
• اليورو – الإنتاج الصناعي الألماني (شهرياً)
• اليورو – خطاب رئيس البنك المركزي الألماني ناغل
الثلاثاء، 8 يوليو 2025
• اليورو – مؤشر ثقة المستثمرين Sentix
• اليورو – مبيعات التجزئة (شهرياً)
• اليورو – الميزان التجاري الألماني
• اليورو – الميزان التجاري الفرنسي
• اليورو – خطاب رئيس البنك المركزي الألماني ناغل
• الدولار الأمريكي – مؤشر NFIB للشركات الصغيرة
• الدولار الأمريكي – الائتمان الاستهلاكي (شهرياً)
• الدولار الأمريكي – النشرة الإحصائية الأسبوعية API
الأربعاء، 9 يوليو 2025
• اليورو – خطاب رئيس البنك المركزي الألماني ناغل
• الدولار الأمريكي – المخزونات الجملة النهائية (شهرياً)
• الدولار الأمريكي – مخزونات النفط الخام
• الدولار الأمريكي – مزاد السندات لأجل 10 سنوات
• الدولار الأمريكي – محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC)
• اليوان الصيني – مؤشر أسعار المستهلك (سنوياً)
• اليوان الصيني – مؤشر أسعار المنتجين (سنوياً)
الخميس، 10 يوليو 2025
• اليورو – الإنتاج الصناعي الإيطالي (شهرياً)
• الدولار الأمريكي – طلبات إعانة البطالة
• الدولار الأمريكي – خطاب عضو الفيدرالي موسالم
• الدولار الأمريكي – بيانات مخزون الغاز الطبيعي
• الدولار الأمريكي – مزاد السندات لأجل 30 سنة
• الدولار الأمريكي – خطاب عضو الفيدرالي والر
• الدولار الأمريكي – خطاب عضو الفيدرالي دالي
الجمعة،11 يوليو 2025
• اليورو – مؤشر أسعار المستهلك الألماني النهائي (شهرياً)
• اليورو – مؤشر أسعار المنتجين بالجملة الألماني (تقديري)
• اليورو – مؤشر أسعار المستهلك الفرنسي النهائي (شهرياً)
• الدولار الأمريكي – الميزانية الفيدرالية
التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)
الدولار الأمريكي
تفاعل مؤشر الدولار خلال تداولات يوم أمس مع الزخم الإيجابي الناتج عن وصول مؤشر ستوكاستيك نحو مستوى 50، مما ساهم في تشكيل موجات تصحيحية صاعدة وضغوط على الحاجز الفني الواقع عند 96.85. يستند السعر حالياً إلى دعم إضافي مستقر قرب 96.05، ما يعزز من احتمالية استمراره في الارتفاع مستهدفاً 97.20 كهدف أول، يليه اختبار محتمل لمقاومة القناة الهابطة عند 97.55.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 96.85، مستوى دعم ثاني 96.05، مستوى دعم ثالث 94.50.
مستوى مقاومة أول 97.20، مستوى مقاومة ثاني 97.55، مستوى مقاومة ثالث 98.80.
اليورو الأوروبي
ارتفع زوج اليورو/دولار الأسبوع الماضي إلى مستوى 1.1830، لكنه دخل بعدها في نطاق جانبي مع ميل للتماسك. التحيز اللحظي يبقى محايداً هذا الأسبوع في ظل احتمالات التصحيح، بشرط ثبات السعر أعلى دعم 1.1630 الذي كان مقاومة سابقة. اختراق واضح لمستوى 1.1830 سيؤكد استئناف الموجة الصاعدة الممتدة من قاع 1.0175، مستهدفاً 1.1927 كمستوى إسقاط 61.8%.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 1.1710، مستوى دعم ثاني 1.1630، مستوى دعم ثالث 1.1450.
مستوى مقاومة أول 1.1830، مستوى مقاومة ثاني 1.193، مستوى مقاومة ثالث 1.2050.
الشيكل الإسرائيلي
شهد زوج الدولار/شيكل تحقيق الهدف السعري عند 3.33، والذي يمثل مستوى 161.8% فيبوناتشي الممتد من الحركة الهابطة بين 3.53 إلى 3.85. هذه المنطقة تُعتبر دعماً قوياً، مدعومة بخط اتجاه أفقي ساعد على كبح المزيد من التراجعات مؤقتاً. إن اختراق هذا الدعم نحو الأسفل قد يفتح المجال لمزيد من الهبوط باتجاه مستويات 3.25، والتي تمثل 78.6% فيبوناتشي من الموجة الصاعدة الكبرى الممتدة بين 3.05 إلى 4.08. الاتجاه العام لا يزال هابطاً طالما لم يحدث تصحيح صاعد واضح، ولا يمكن الحديث عن تغيّر الاتجاه ما لم يتم اختراق مستوى 3.44 صعوداً وإغلاق يومي فوقه، حيث يمثل ذلك إشارة لانعكاس محتمل في المدى القصير.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3.37، مستوى دعم ثاني 3.30، مستوى دعم ثالث 3.25.
مستوى مقاومة أول 3.44، مستوى مقاومة ثاني3.51، مستوى مقاومة ثالث 3.55.
الذهب
الرسم الفني اليومي للذهب يُظهر صورة متباينة، فرغم الدعم، إلا أن مؤشر الستوكاستيك في منطقة تشبع شرائي، والزخم لمدة 14 يوماً لا يزال في المنطقة السلبية. يحافظ الذهب على ميل صعودي طالما ظل فوق دعم 3325، مع أهمية كسر المقاومة عند 3350، مستوى تصحيح 50%، وقمة الأسبوع الماضي عند 3365 لتعزيز البنية الصعودية نحو 3373 ثم 3400.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3255، مستوى دعم ثاني 3220، مستوى دعم ثالث 3160.
مستوى مقاومة أول 3365، مستوى مقاومة ثاني 3373، مستوى مقاومة ثالث 3400.
الفضة
عكست الفضة مسارها صعوداً بعد تشكيل شمعة Hammer يومية فوق دعم 35.50، وهو مستوى أوقف الموجات السابقة، ويقع عند تصحيح 38.2% من موجة الصعود منذ مايو، بالإضافة إلى تقاطع مع خط الاتجاه الصاعد من أبريل. الاتجاه العام اليومي يبقى صاعداً، مع توقعات بالوصول إلى مقاومة 36.80، واختراق هذا المستوى قد يدفع الفضة نحو 37.30.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 35.50، مستوى دعم ثاني 33.20، مستوى دعم ثالث 31.70.
مستوى مقاومة أول 37.30، مستوى مقاومة ثاني 38.50، مستوى مقاومة ثالث 39.80.
النفط
التوقع الفني يبقى مائلاً للهبوط بفعل الشموع اليومية السلبية والتوجهات البيعية. وجدت الأسعار دعماً قوياً عند منطقة 64.00، والتي تمثل تصحيح 61.8% من الصعود بين 55.40 و77.80. رغم التشبع البيعي، كانت محاولات الارتداد محدودة وتوقفت عند المتوسط المتحرك لـ100 يوم عند 66.80، والذي يمثل مقاومة أولى، تليها 68.50.
مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 20.64، مستوى دعم ثاني 62.70، مستوى دعم ثالث 60.50.
مستوى مقاومة أول 66.80، مستوى مقاومة ثاني 68.25، مستوى مقاومة ثالث 69.50.
اخلاء مسؤولية: هذا التقرير هو لأغراض المعلومات فقط ولا يأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لأي مستلم، ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال كتقديم مشورة في مجال الاستثمار، ولا يقصد به أو ينبغي تفسيره على أنه توصية أو عرض أو طلب للحصول على أي من الأدوات المالية و/أو الأوراق المالية المذكورة في هذا التقرير، ولا يعتبر المضمون أو جزءًا من هذا التقرير بمثابة عقد أو الالتزام على الإطلاق، حيث يجب على المستثمرين طلب المشورة المهنية بشكل مستقل واستخلاص استنتاجاتهم فيما يتعلق بأية معاملة بما في ذلك اي منفعة اقتصادية و/او المخاطر والآثار القانونية والتنظيمية والائتمانية والمحاسبة والضريبة. وبناء عليه لا يتحمل البنك الوطني اي مسؤولية قانونية ناتجه عن ذلك كما يخلي البنك الوطني مسؤوليته عن اي استخدام للمعلومات الواردة في التقرير.