تصاعد التوترات بعد الهجوم الأمريكي يدفع الأسواق نحو الحذر

تصاعد التوترات بعد الهجوم الأمريكي يدفع الأسواق نحو الحذر

شهدت الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي تغيّرات ملحوظة في تحركات العملات، نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية التي أثارت حالة من الحذر بين المستثمرين، وزادت من مخاطر حدوث تصحيحات أوسع في الأسواق المالية.


في الجانب الجيوسياسي، تصاعدت التوترات بشكل حاد بعد تدخل الولايات المتحدة العسكري في إيران إثر قصف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد فشل المباحثات بين الاتحاد الأوروبي وإيران في تحقيق أي تقدم. وتصاعدت الهجمات بين إيران وإسرائيل، مما زاد من حالة عدم اليقين في المنطقة. في الوقت نفسه، ظلت المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حالة جمود، وسط مقترحات أوروبية بفرض تعريفات جمركية متبادلة بنسبة 10%. إضافة إلى ذلك، أدّت هذه الأجواء المتوترة إلى إلغاء اليابان لاجتماع أمني مع الولايات المتحدة، مما زاد من تعقيد العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

تداعيات الضربة الأمريكية لإيران على الأسواق العالمية
 

أثارت الضربة الأمريكية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية حالة من الذعر في الأسواق العالمية، وسط مخاوف من تصعيد أوسع قد يمتد إلى مختلف أنحاء المنطقة. ويتوقّع المحللون أن تتجه الأسواق نحو تسعير مزيد من المخاطر الجيوسياسية، مما يدفع المستثمرين إلى التحول إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب، والين الياباني، والفرنك السويسري. في الوقت ذاته، قد يشهد سوق النفط قفزات سعرية حادّة مع تنامي المخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة، لا سيما من مضيق هرمز، مما قد يدفع الأسعار إلى ما فوق حاجز 85 دولاراً للبرميل.


على صعيد العملات، قد يشهد الدولار الأمريكي دعماً مؤقتاً بسبب تدفقات التحوّط، بينما تبقى تحركاته مرهونة برد الفعل الإيراني، واحتمالات توسع الصراع. أما الأسواق الإقليمية، وخاصة في الشرق الأوسط، فهي معرّضة لتقلبات مرتفعة، وهروب محتمل لرؤوس الأموال إذا استمر التوتر، لا سيما مع تحذيرات وكالات التصنيف الائتماني من تداعيات طويلة الأجل.


على صعيد سوق العملات، تصدّر الدولار الأمريكي أداء العملات بدعم من ثبات سياسة الفائدة، حيث أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة بين 4.25% و4.50% في انتظار بيانات اقتصادية أوضح حول تأثير الرسوم الجمركية. وفي الوقت ذاته، ألمح عضو في لجنة الفيدرالي إلى احتمال خفض الفائدة في يوليو، بناءً على ضعف مخاطر التضخم وضرورة التحرّك الاستباقي لحماية سوق العمل.


في المقابل، أظهر اليورو قوة متزايدة، مدعوماً بتحسّن الثقة الاقتصادية في منطقة اليورو، وبالأخص في ألمانيا التي سجلت تحسناً قوياً في مؤشر ZEW، مما يعزّز توقّعات التعافي الاقتصادي في منطقة اليورو، ويدعم قرب انتهاء التيسير النقدي لدى البنك المركزي الأوروبي. في المقابل، تستمر بنوك مركزية أخرى مثل بنك إنجلترا والبنك السويسري في خفض الفائدة تدريجياً، بينما قد يضطر الفيدرالي الأمريكي إلى خفض الفائدة مستقبلاً لمواجهة مخاطر التضخم الضعيفة، مما عزّز التفاؤل بقرب نهاية دورة التيسير النقدي للبنك المركزي الأوروبي. أما الين الياباني، فتراجع بفعل ضعف توقّعات رفع الفائدة، في حين واجه الإسترليني والدولار الكندي ضغوطاً نتيجة بيانات اقتصادية ضعيفة.


في الأسواق ذات الصلة، عاد سوق السندات إلى استقرار نسبي بعد فترة من التقلبات، مع تراجع شهية المخاطرة واستمرار تضييق فروقات العوائد، مما يعكس تفاؤلاً حذراً بين المستثمرين. أما سوق العقارات الأمريكية، فقد شهد زيادة في المعروض من المنازل نتيجة ارتفاع الفائدة العقارية وتراجع الطلب، وهو ما قد يخفف الضغوط السعرية مستقبلاً.


أما في الشرق الأوسط، فقد شهد الشيكل الإسرائيلي تحسّناً مقابل الدولار واليورو، حيث واصل الشيكل الارتفاع وأغلق عند 3.48 مقابل الدولار و4.02 مقابل اليورو، مع مكاسب إضافية في التداولات الآجلة. ويرى خبراء أن قوة الشيكل الحالية تعود إلى ثبات الأسس الاقتصادية التي تدعم استقرار الشيكل.


حذّرت وكالة S&P من إمكانية خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل من A إلى A- في حال استمرار الصراع مع إيران، مشيرةً إلى تزايد المخاطر على الاقتصاد وضعف الوضع المالي، مما قد يؤدي إلى تراجع ثقة المستثمرين وهروب رؤوس الأموال، إضافة إلى أضرار في البنية التحتية.


وعلى صعيد التضخّم، انخفض مؤشر أسعار المستهلك في إسرائيل بنسبة 0.3% خلال مايو 2025، مخالفاً التوقعات بثبات المؤشر، مما أدى إلى خفض معدل التضخم السنوي إلى 3.1%، مقترباً من الحد الأعلى لهدف بنك إسرائيل.


الأرقام الاقتصادية لهذا الأسبوع


الإثنين، 23 يونيو 2025
•    EUR  مؤشر مديري المشتريات الصناعي في ألمانيا (يونيو)
•    EUR  مؤشر مديري المشتريات الخدمي في ألمانيا (يونيو)
•    EUR مؤشر مديري المشتريات الصناعي لمنطقة اليورو (يونيو)
•    EUR  مؤشر مديري المشتريات المركب لمنطقة اليورو (يونيو)
•    USD  مؤشر مديري المشتريات الصناعي S&P Global (يونيو)
•    USD  مبيعات المنازل القائمة (شهري/سنوي)


الثلاثاء، 24 يونيو 2025
•    EUR توقعات الأعمال الألمانية (يونيو)
•    EUR التقييم الحالي للأعمال في ألمانيا
•    EUR  مؤشر مناخ الأعمال Ifo الألماني
•    USD ثقة المستهلك (يونيو)
•    USD خطاب "باول" – رئيس الفيدرالي


الأربعاء، 25 يونيو 2025
•     USD تصاريح البناء (مايو)
•     USD مبيعات المنازل الجديدة (مايو)
•     USD مخزون كوشينغ للنفط


الخميس، 26 يونيو 2025
•     EUR مؤشر ثقة المستهلك الألماني 
•     EUR قمة زعماء الاتحاد الأوروبي
•     USD طلبات إعانة البطالة المستمرة
•     USD الطلبات المعمرة الأساسية (مايو)
•     USD مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (الربع الأول)
•     USD الناتج المحلي الإجمالي (ربع أول)
•     USD مبيعات المنازل المعلقة (مايو)


 الجمعة، 27 يونيو 2025
•     USD مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (شهري/سنوي – مايو)
•     USD الإنفاق الشخصي (مايو)
•     USD مؤشر ثقة المستهلك – جامعة ميشيغان

 

التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)


الدولار الأمريكي
يواصل المؤشر الاتجاه الهابط من مستوى 110.15، مع بقاء مستوى 99.40 كمقاومة قوية تمنع أي ارتداد حقيقي. يستهدف الهبوط الحالي مستوى 94.40، وهو يمثل تصحيح فيبوناتشي 61.8% للموجة الصاعدة السابقة. كسر مستوى 99.40 قد يفتح المجال لحركة تصحيحية صاعدة نحو 100.15، تليها مقاومة فنية عند المتوسط المتحرّك لـ55 يوماً عند 101.90.


مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 97.90، مستوى دعم 96.50، مستوى دعم ثالث 94.40.
مستوى مقاومة 99.40، مستوى مقاومة ثاني 100.15، مستوى مقاومة ثالث 101.9.


اليورو الأوروبي
يتداول الزوج حالياً في نطاق ضيّق دون مستوى 1.1630. التوقعات الصعودية تبقى قائمة ما دام السعر فوق الدعم 1.1375، حيث إن اختراق مستوى 1.1630 قد يمهّد الطريق لموجة صاعدة جديدة تستهدف 1.1930، وهو مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8%. في الوقت الحالي، يسود الحياد على المدى القصير بانتظار كسر واضح للمقاومة الحاسمة.


مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 1.1375، مستوى دعم ثاني 1.1280، مستوى دعم ثالث 1.1065.
مستوى مقاومة أول 1.1570، مستوى مقاومة ثاني 1.1630، مستوى مقاومة ثالث 1.1930.


الشيكل الإسرائيلي
اد سعر الدولار مقابل الشيقل لاختبار منطقة 3.45، والتي تمثل مستوى 61.8% فيبوناتشي للحركة الصاعدة من 3.05 إلى 4.08. يحاول السعر بناء قاع عند هذا المستوى، وفي حال حدوث ارتداد واضح، فإن المقاومة التالية تقع عند 3.55، وهي تمثّل مستوى 50% فيبوناتشي لنفس الحركة الصاعدة. في حال استمرار الصعود، من المتوقع أن يعيد السعر اختبار منطقة 3.70، والتي تمثل مستوى 38.2% فيبوناتشي للموجة الهابطة من 4.08 إلى 3.45، في حين تشكّل منطقة 3.77 مستوى 50% فيبوناتشي لنفس الموجة الهابطة. أما على الجانب السلبي، فإن كسر الدعم عند 3.45 سيُعيد الضغط على السعر ويفتح المجال لمزيد من التراجع، حيث لا تزال هذه المنطقة تُعد قاعاً رئيسياً ومفصلياً في تحديد الاتجاه القادم.


 مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3.45، مستوى دعم ثاني 3.40، مستوى دعم ثالث 3.35.
مستوى مقاومة أول 3.55، مقاومة ثاني 3.70، مستوى مقاومة ثالث 3.77.


الذهب
كسر الذهب مستوى الدعم الحاسم عند 3374، والذي يمثّل تقاطع فيبوناتشي 23.6% مع خط الاتجاه الصاعد، مما يعزز من هيمنة الزخم البيعي على السوق. التأكيد النهائي لهذا الكسر يعتمد على إغلاق السعر اليومي دون مستوى 3350، وهو ما يتطابق مع المتوسط المتحرّك لعشرين يوماً. في حال تحقّق هذا السيناريو، فإن الأهداف الهبوطية التالية ستكون عند 3325، وهو مستوى فيبوناتشي 38.2%، ثم المستوى النفسي 3300.على الجانب المقابل، تبقى المقاومة الرئيسية عند 3400، واختراقها سيضعف السيناريو السلبي ويفتح المجال أمام استعادة الزخم الصاعد.


مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3325، مستوى دعم ثاني 3300، مستوى دعم ثالث 3265.
مستوى مقاومة أول 3450، مستوى مقاومة ثاني 3500، مستوى مقاومة ثالث 3645.


الفضة 
تداول سعر الفضة ضمن نطاق تصحيحي بعد أن سجّل قمة عند 37.30، مما يؤكد بقاء الاتجاه الصاعد على المدى الطويل. يتّخذ التصحيح الحالي شكل نموذج "مزدوج ثلاثي"، ومن المرجّح أن ينتهي بين مستويات الدعم 35.40 و35.90. التحرّكات الأخيرة تُظهر محاولات للارتداد وسط إشارات إيجابية على مؤشر القوة النسبية (RSI)، ما يدعم احتمالات التعافي. ومع ذلك، يظل الضغط السلبي قائماً نتيجة كسر خط الاتجاه الصاعد قصير المدى، واستمرار التداول دون المتوسط المتحرّك لـ50 فترة، مما يُضعف زخم الصعود في المدى القريب. الثبات فوق 35.40 يعزّز فرص انتهاء التصحيح واستئناف الصعود نحو قمم جديدة، في حين أن كسر هذا المستوى قد يمدّد التصحيح ويدفع السعر نحو دعم أعمق عند منطقة 31.70.


مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 35.40، مستوى دعم ثاني 33.10، مستوى دعم ثالث 31.70.
مستوى مقاومة أول 36.70، مستوى مقاومة ثاني 37.10، مستوى مقاومة ثالث 38.50.


النفط
يتداول النفط الخام حالياً ضمن موجة صاعدة دافعة بعد ارتداد قوي من منطقة الدعم 70.00، والتي تزامنت مع إعادة اختبار خط قناة صاعدة مكسورة. هذا التحرك الصاعد جاء مدعوماً بنموذج "ابتلاع صاعد" على الإطار الأسبوعي، مما عزز الزخم الشرائي ورفع التوقعات باستهداف مستوى 78.00، وهي مقاومة محورية تمثّل قمة سابقة من شهر يناير. في المقابل، تظهر إشارات فنية سلبية قد تعرقل استمرار الصعود، من أبرزها اختراق كاذب لمستوى 76.50، وانحراف سلبي على مؤشر القوة النسبية (RSI). ورغم هذه التحذيرات، لا يزال السعر يتداول أعلى المتوسط المتحرّك البسيط لفترة 50، في ظل إشارات إيجابية أولية من مؤشرات الزخم، ما يشير إلى إمكانية استئناف الصعود في حال تجاوز مقاومة 76.50 بثبات.


مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 72.25، مستوى دعم ثاني 70.00، مستوى دعم ثالث 68.50.
مستوى مقاومة أول 76.5، مقاومة ثاني 78.00، مستوى مقاومة ثالث 84.00.

 

اخلاء مسؤولية: هذا التقرير هو لأغراض المعلومات فقط ولا يأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لأي مستلم، ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال كتقديم مشورة في مجال الاستثمار، ولا يقصد به أو ينبغي تفسيره على أنه توصية أو عرض أو طلب للحصول على أي من الأدوات المالية و/أو الأوراق المالية المذكورة في هذا التقرير، ولا يعتبر المضمون أو جزءًا من هذا التقرير بمثابة عقد أو الالتزام على الإطلاق، حيث يجب على المستثمرين طلب المشورة المهنية بشكل مستقل واستخلاص استنتاجاتهم فيما يتعلق بأية معاملة بما في ذلك اي منفعة اقتصادية و/او المخاطر والآثار القانونية والتنظيمية والائتمانية والمحاسبة والضريبة. وبناء عليه لا يتحمل البنك الوطني اي مسؤولية قانونية ناتجه عن ذلك كما يخلي البنك الوطني مسؤوليته عن اي استخدام للمعلومات الواردة في التقرير.

اشتركوا الآن

اقرأ المزيد

بطاقتكم وطني؟

استخدموا خدمة السحب النقدي
لأكثر من 700 صراف آلي بدون عمولات

للمزيد